الحب كما عرفته في الدراما ٣
وقفت قصة الحب هذه كعادة مؤلفها عكاشة على شفا جرف غير مكتمل؛ كاد أن ينهار لولا صخرة ڤيلا أبو الغار التي استندت إليها ثنائية الحب في معركة الراية البيضا رغم تعليق نهاية العلاقة وفتحها على إحتمالات اللقاء في المستقبل. لكنها علّقت في ذهني سؤالا هل يدوم الحب؟
علاقة الصحافية المعقدة والفنان التشكيلي البسيط؛ الذي لعب دوره الفنان هشام سليم وضعتني أمام أشكال أخرى تربط المرأة بالرجل مثل الزمالة والصداقة؛ وصفتها أمل صبور التي لعبت دورها الفنانة سمية الألفي بأنها أكثر ديمومة من الغرق في علاقات الحب التي لا طائل منها سوى وجع القلب! النتيجة الحتمية التي باتت قناعتي الشخصية لنهايات قصص الحب؛
مع أني لا اركن لديمومة علاقات الصداقة والزمالة بين المرأة والرجل؛ التي تتحول تدريجياً إلى علاقة حب! دون وجود مبررات منطقية، إلا أن المسلسل فتح أمامي نافذة تُفيد أن الحب نفسه قضية ثانوية في العلاقات ومحكوم بقانون واحد هو “على قد ما تاخد تعطي”!
لم أركز كثيراً فيما وراء ثانوية الحب؛ بقدر ما اشغلني البحث عن إجابة لسؤال الدكتور صبور لإبنته: ماذا تريدين من رجل يحبك وتحبينه ومع ذلك ترفضيه؟ في قصة أمل الصحافية النشيطة والشاطرة جداً؛ التي تحولت بعد هزيمتها في أول تحدي لها مع الحياة إلى شخص مفلس؛ وكشف عن هشاشة داخلية وعدم قدرة على التجاوز
انعكس بشكل سلبي على علاقاتها مع الآخرين؛ وخلق منها شخصية صدامية وربما عدائية في بعض الأحيان.
فهمت بمرور الوقت أن الهزائم الكبرى التي تُلحقها بنا الحياة؛ ليست سوي المعلم الحقيقي لتفكيك الفلسفة المعقدة للحب ينحتنا من الداخل لتحل القوة مكان الهشاشة والضعف؛ وهو ما حدث لأمل صبور رغم خسارتها الظاهرة لقصة حب جميلة كان لها أن تكون لولا واقعية النهاية التي كتبها عكاشة.
كتبته
أميمة الفردان