ثنائيات ٣
أشعل مشهد السيارة التي تحمل البطلين؛ مع تتمة الحكاية المكتوبة؛ من فيلم عصابة حمادة وتوتو؛ في ذهني تساؤل حول ندرة ثنائيات الضحك؛ التي تربع على عرشها عادل امام من خلال تكوينه لثنائيات متعددة؛ أبرزها مع لبلبلة في أعمال مثل البعض يذهب للمأذون مرتين، واحترس من الخط؛ وخلي بالك من جيرانك.
أمّا ثنائيته مع يسرا فقد حملت نضجاً فنياً؛ طُرحت من خلالها استفهامات في قالب ساخر أكثر منه مضحك؛ وإن كان ضحكاً مؤلماً أحياناً مثل كراكون في الشارع، والإنسان يعيش مرة واحدة؛ والإرهاب والكباب، وعلى باب الوزير، والمنسي، والأفوكاتو.
الثنائيات التي كوّنها الزعيم خلال عقد السبعينات ومنتصف الثمانينات؛ مع اسعاد يونس في أكثر من فيلم أهمها عندي المتسول؛ وشعبان تحت الصفر، وسمير غانم الذي رافقه في أكثر من عمل كوميدي؛ منها في ليلة الدخلة؛ واغبياء ولكن اذكياء وغيرها كثير حملت كماً كبيراً من الكوميديا؛ تركت اثراً لم تمحوه مرارة الأيام.
فيما جاء مسلسل حكاية ميزو لأقتنع بشائعة؛ ارتباط سمير غانم واسعاد يونس كزوجين؛ خصوصاً بعد ظهورهما المتكرر في اعمال مثل عروسة وجوز عرسان، وغريب ولد عجيب، وكله تمام، والعاب ممنوعة، ويا رب ولد؛ بالإضافة لمسلسل لا اذكر اسمه لكن مشهد سمير بملابس الصيد واسعاد على موتوسيكل في ليلة زفافهما كان كفيلاً بترسيخ هذه الثنائية في ذاكرتي؛
إسعاد يونس جوكر الثنائيات؛ أينما وجدتها لابد آن اعثر على الضحك؛ بالنسبة لي هي حالة فنية من الكوميديا اكّدت نفسها في الثمانينات في مسلسل بكيزة وزغلول مع سهير البابلي؛ التي عملت معها سابقاً في مسرحية الدخول بالملابس الرسمية؛ ولاحقاً في فيلم القبض على بكيزة وزغلول؛ الذي جاء محمولاً على اكتاف نجاح المسلسل؛
قبل أن يشكّل فؤاد المهندس وشويكار في الأبيض والأسود؛ ثنائي متميز بسبب القماشة الفنية الواسعة للأستاذ والسيدة الجميلة؛ ليس على مستوي التمثيل والغناء والرقص؛ بل الكيميا التي لم تجود السينما والمسرح بنموذج يضاهي ألقهما الفني؛ الذي انبهرت به كثيراً في سيدتي الجميلة وحقاً إنها عائلة محترمة؛
وسك على بناتك المسرحية التي حضرت فيها شويكار بصوتها؛ وأعادتني لمشاهدة بعض الأفلام؛ مثل الراجل دا هيجنني، وهارب من الزواج، والعتبة جزاز، وعريس بنت الوزير؛ لأكثر ثنائي مبهر من زمن الأبيض والأسود؛ وأعاد السؤال القديم هل نضحك للضحك فقط؟
ذكريات جميلة طبعتها لثنائية الدراما الكويتية؛ لم يأتي مثلها بهذا الكم من كوميديا الموقف؛ حرصت على متابعتها من خلال خالتي قماشة، وخرج ولم يعد، وعلى الدنيا السلام، ورقية وسبيكة؛ التي جمعت حياة الفهد وسعاد عبد الله في اعمال؛ اقل ما توصف به أنها جرعة من السعادة والضحك؛ كانت كفيلة بأن تصنع يومي؛ بكل ما فيها من بساطة القصة المكتوبة وسلاسة في الحوار ومنطقيه بما يتناسب مع الموقف.
ما اثراني في ثنائيات الدراما السورية وتعددها؛ التشابه بين مفردات الحياة في الشام القديمة؛ ومجتمع السيدات في مكة السبعينات؛ استقرت ثنائية سامية الجزائري وهدى شعراوي بأثر رجعي في مخيلتي؛ ليعيد لي شيء من ذكريات ستي وصديقاتها بنفس مستوى الوعي والنظرة التي تحكمها العادات.
امّا ثنائية أيمن رضا وباسم ياخور في عيلة ستة وسبعة نجوم؛ التي عشقتها حد الإدمان في فترة من حياتي؛ على الرغم من شعوري بأن بعض المشاهد التي تجمع هذا الثنائي مرتجلة؛ إلا أن ذلك لم يجعلني اكف عن الضحك؛ بل اكّد لي حقيقة مهمة هي ان الكيميا سيدة الموقف؛ عندما نتحدث عن نجاح الثنائيات حتى لو كانت لمرة واحدة؛
كما حدث مع أيمن زيدان ونورمان اسعد؛ في يوميات هناء وجميل بالرغم من تشاركهما اعمال أخرى؛ إلا ان شعوري بفكرة الثنائية بينهما لم اجدها متحققة سوي من خلال اليوميات؛ كذلك ثنائية امل عرفة وشكران مرتجى؛ في مسلسل دنيا تدخل ضمن تصنيف المرة الواحدة؛ كونهما لم تلتقيا بعد ذلك في اعمال أخرى.
كتبته
أميمة الفردان