نوستالجيا
نوستالجيا

ديسكو

كلمة ديسكو دخلت رزنامة جيلي في أوائل الثمانينات الميلادية؛ عبر اغنية في فيلم هندي؛ كنّا نردد تلك الكلمات و نقلد الحركات الراقصة، مغشياً علينا من الضحك! إلا أن التنافس على تقديم أفضل اداء؛ شكَل حافزاً قوياً على إجادتنا لذلك العته! و أحمد الله أن لم تكن هناك منصات تواصل لتوثيق ذلك العته”!

رواج كلمة ديسكو في تلك الأيام جاء من خلال حضور الملهى الليلي؛ في افلام السينما؛ التي كنا نشاهدها على حهاز الفيديو الساحر الذي ساهم في تشكيل هويتنا الثقافية؛ رغم تعاملنا معه بفوقية غير مبررة! لأنه أتاح لنا لمسه بأصابع أرجلنا ونحن مستلقين، ما جعل اغلبنا يًجيد استخدام قدميه، في المواقف التي نقف فيها مكتوفي الأيدي، مثل تسلق أعمدة الكهرباء، والقفز على الأسطح، لمد جسور الود مع الجيران؛ عندما نًحرم الخروج من البيت!

الفيديو كان نافذتنا الصغيرة لمشاهدة عالم موازي لأيامنا التي عشناها؛ بدون حجب الحرام والعادات، التي أصبحنا قوالب جاهزة لها فيما بعد. الفيديو أدخلنا السينما، قبل أن نسافر لها، وحاولنا عبر منافذه تقليد رقصة مايكل جاكسون في أوائل الثمانينات، ورقصنا على بيست أسرتنا، سابحين في خيالات بريق كرة الديسكو.

“زمن الديسكو” لا يعدو أن يكون فيلماً قصيراً من حياتنا، تختلف تفاصيل مشاهده حسب خيال وإخراج كل واحدٍ منَا؛ وقدرته على الأداء أمام جمهور المتفرجين من أسرته؛ إن كان هناك ثمة متفرجين! لم يكن الديسكو الجزء الأهم من هويتنا؛ إلا أنني وجدت فيه ملمحاً كبيراً يندرج تحته كراكيب، فنية وثقافية شكّلت وجداننا، وميزة في أيام لم تكن فيها مصادر المعرفة والثقافة كثيرة ومتنوعة،

وربما كان جزء من هوية ثقافية لجيلٍ تبنى ماضي من سبقه، في صورته التقليدية وحاول ترسيخها في ذهن المجتمع؛ وعاصر أجيال لاحقة بعضها ضلَ الطريق، وآخرين لازالوا يبحثون لهم عن هوية تمثلهم بحق،

كتبته

أميمة الفردان

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *