كتب رمضان

يبدو أن شهر رمضان قد تحول؛ إلى فاتح للشهية، لتغذية العقل؛ وهو ما دعا كثير من دور النشر والمكتبات المحلية للترويج الإعلاني، من خلال منشورات مزيلة بعروض نصف السعر، ناهيك عن منصات العرض التي تستقبل الداخل لأي مكتبة ، تفتح شهية القرّاء؛ لتمضية أُمسيات رمضان بين دفتي كتاب.

تصنيف يخضع لمزاج القاريء

ويأتي تصنيف الكتب المعروضة، متسقاً مع مزاج القاريء، الذي غالباً ما يحكم منطق البيع والشراء في عالم تجارة الكتب،  رغم كسادها ما يجعل كتب المعلومات العامة والرواية والقصة القصيرة في جيب الباحثين عن التسلية والترفيه المعرفي. في حين تعد طاولات العرض بمثابة حل عملي للباحثين عن كتب التراث الإسلامي،  وكتب السير التي تتناول شخصيات ذات ثقل ديني، ويظل تسويقها مرهوناً بالمسلسل الديني في رمضان؛ مثل ما حدث مع مسلسلات الحجاج وعمر، التي تم تناولها من خلال الدراما العربية، ولاقت تلك المؤلفات إقبالاً كبيراً. إلا أن الأمر لايخلو من معايير أهمها أن تتفق رؤية الكتب مع رؤية المسلسل.

كتب معتقة برائحة رمضان

روحانية رمضان وإرتباطه بالحرص على الإلتزام الديني؛ جعلت الإقبال على كتب تتعلق بأحكام الشهر الكريم ملحوظاً؛ بالإضافة لكتب تتناول آلية لتنظيم الوقت في رمضان وكيفية إستغلاله بطريقة مثلى تناسب الحضور الشارد للشهر. يبدو أن إرتباط الف ليلة وليلة برمضان، من خلال التناول الدرامي لقصصه؛ جعل للكتاب حظوة خلال الشهر لقيمته الأدبية والمعرفية، التي لا تتسق مع ثمنه البخس.

كتب بدون ترويج إعلاني:

نجومية الطهاة جعلت مؤلفاتهم تتصدر منصات العروض، مثل منال العالم والشيف رمزي، تبعاً لزيادة وتيرة مبيعات كتب الطهي عن باقي شهور السنة، ما جعلها تحتل قائمة الكتب؛ الأكثر مبيعاً توب تن المؤلفين الأكثر مبيعاً: لم يعد مستغرباً أن يتم تسويق بعض الكتب من خلال أسماء لاقت وهجاً إعلامياً وهو ما يبدو في قائمة التوب تن التي يتقاسمها كلاً من الشيخ محمد العريفي وعائض القرني، إلى جانب سلمان العودة، في نسبة الباحثين عن إصدارتهم، حتى قبل دخول الشهر الكريم،

فيما سجلت إصدارات الداعية عمرو خالد والشيخ خالد الجندي تراجعاً؛ إلا أنه لم يخرج الإثنين من القائمة العربية، في حين ظل طارق السويدان في واجهة العرض، دون أن تتأثر مبيعاته بموسم معين. وتأتي كتب تطوير الذات والتنمية البشرية، قائمة الأكثر مبيعاً، الموقعة بأسماء ويل كارنجي، وجون ماكسويل وجون جراي، لتزاحم نجومية شيوخ الدعوة الإسلامية، ومدربي الحياة في منطقتنا العربية، دون أن تُقصيهم.

كتبته

أميمة الفردان