اعلام
نوستالجيا

من أنا؟

على الرغم من قصر السؤال؛ إلا أنَ الإجابة تبدو عمراً؛ مضت أيامه دون أن أشعر. كتبت مرةً في مفكرتي؛ أثناء مراحل الدراسة،”العمر يمضي مثل نفس سيجارة”، لم أكن على وعيٍ حقيقي بمعناها، الآن فقط اعرف ما تعنيه سرسبة الأيام من خلالنا؛ ليست مجرد رقماً يُضاف لأعمارنا؛ بل هو نضج التجربة وخبرة التعامل مع مواقف الحياة الأكثر صعوبة.

لكن بالعودة إلى من أنا؟ في الحقيقة ما يصنع اختلافنا هو إصرارنا على تحقيق احلامنا مهما بدت بسيطة؛ وربما لا تعني لغيرنا شيء! الكلمة كانت شغلي الشاغل، أُغرمت بالكلمات؛ من خلال جريدة عندما كنت في عامي التاسع، واهداني والدي عالماً من المجلات التي كانت تصدر في السبعينيات والثمانينات الميلادية

و كانت أميّ تقبلني كل صباح قبلة عبر أثير اذاعة البرنامج الثاني، مع كل أغنية من أغاني فيروز وصباح وسميرة توفيق وشادية ونجاة الصغيرة، وطلال مداح الذي كان يصدح بـ “وردك يا زارع الورد”، جعلتني أسيرة البحث؛ عن تلك الورود في الوادي المكي غير ذي زرع! ما دفعني للإحتفاظ بصور الأزهار التي كان يبثها التلفزيون السعودي، أثناء الفواصل الإعلانية لحين ميسرة.

هذه المساحة خلقتها لأفكار وذكريات تتسكع على سطح عقلي، ثم ما تلبث أن تتسلل إلى عمق قلبي، اكتب بعضها سرداً؛ واخرى تظل استفهامات عالقة! ولأن الأفكار ليست سوى انعكاس للمعرفة بكافة أشكالها ومصادرها؛ التي تشعبت عندي، بين صفحات الكتب وأفلام السينما والوثائقيات، والدراما التلفزيونية؛ والبرامج الحوارية التي تشكل متعة خاصة عندي، إن كان المحاور من ذوي الكعب العالي؛ ذلك الكعب الذي انتمي الى أناقته الفكرية والفنية؛ڤينتچ دراما منصة تحكيني واحكي من خلالها أياماً بعضها ذهب مع من ذهبوا، وأخرى لازال يغزل نسيجها التاريخ القادم .

كتبته

أميمة الفردان

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *