ثنائيات ١
التنافس بين حسني وغوار للفوز بقلب فطوم حيص بيص؛ رغم ان الأمر محسوم عندها؛ في مسلسل صح النوم كان يشدني لمشاهدة حوار هذا الثنائي ومقالب غوار الذي كّون داخل المسلسل؛ ثنائيات لا مثيل لها على أكثر من مستوى؛ تجده مرة مع أبو عنتر؛ في تحالف ضد البورزان؛ وفي أخرى مع ياسين بقوش؛ يوظف محدودية ذكاء الأخير في النيل من حسني.
عندما كبرت انتبهت جيداً لفكرة الثنائيات في الدراما والسينما العربية؛ منها ثنائية حسين عبد الرضا وسعد الفرج في مسلسل درب الزلق؛ الذي لم اشاهده بذهن واعي في تلك المرحلة العمرية؛ لأُعيد مشاهدته لاحقاً؛ لكنني أتذكر مسرحية على هامان يا فرعون؛ التي رسّخت في ذاكرتي اول ثنائية رجالية على مستوي الخليج العربي؛
قبل ولادة الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان الّذين اعادا للثنائيات وهجها على الشاشة السعودية من خلال طاش ما طاش بعد غياب دام أكثر من عشرين عاماً؛ عندما قدّم لطفي زيني وحسن دردير فن المونولوج والاسكتشات؛ وشكلا في الستينات ثنائية جميلة؛ ورغم ذلك لم تحتل الثنائيات السعودية مكاناً بارزاً في ذاكرتي الفنية؛
الدراما والسينما المصرية كان لها قصب السبق في ترسيخ فكرة الثنائيات على أكثر من مستوى؛ سأفرد لها مقالين آخرين؛ واعتقد ان عرّاب هذه الثنائية كان فؤاد المهندس مع يونس شلبي ومحمد عوض التي رسمها عقلي من خلال أفلام ومسرحيات الأبيض والأسود؛ بالإضافة لافلام الڤيديو في السبعينات؛ قبل أن يتبين عقلي اهم ثنائية له مع عبد المنعم مدبولي.
افلام الثمانينات انضجت وعيّ الفني بالفكرة؛ وحفرت مكاناً في ذاكرتي؛ لثنائيات احببتها كثيراً جمعت نور الشريف وحسين فهمي؛ في أفلام ابرزها دمي ودموعي وابتسامتي؛ والأخوة الأعداء؛ ورائعتي محمود أبو زيد العار وجري الوحوش؛ اللذين أضاءا مصباحاً لقمة فنية ثلاثية جمعتهما بمحمود عبد العزيز.
تطور عندي مفهوم الثنائية؛ لتصبح الكيميا هي الفيصل في تصنيف النجاح الفني لأي ثنائي؛ وهو ما حصل بين يحي الفخراني وصلاح السعدني في ليالي الحلمية؛ رغم ان الفخراني شكّل مع محمود عبد العزيز ثنائية في فيلم الكيف، نص ارنب وإعدام ميت؛ التي تدخل ضمن اهم الإنتاجات في تصوري الشخصي لتلك الفترة.
كتبته
أميمة الفردان