دراما
فشار

الحب كما عرفته في الدراما ١

ناهد حافظ رضوان الإسم الذي حفظته عن ظهر قلب؛ وسكن عقلي لفترة طويلة؛ وكان لها تأثير واضح على شخصيتي؛ لا أستطيع الجزم انني قد تخلصت من تأثيرها النفسي؛ ناهد الشخصية اللطيفة والجميلة قلباً وقالباِ؛ التي لم ترى من الحياة سوى الوجه الضاحك؛ قبل أن يدق قلبها وتبدأ سلسلة الدراما النفسية؛ التي ساهمت بشكل كبير في نحت قلبي من الداخل؛ وجعلت خيالي يسرح بعيداً؛ في سن مراهقتي، وينسج قصصاً لنهايات الحب السعيدة!

اشعلت الفنانة نسرين التي لعبت دور ناهد في رائعة أسامة أنور عكاشة الشهد والدموع؛ ودور نجوى في رحلة السيد أبو العلا البشري أولى الإستفهامات حول منطقية النهايات السعيدة لقصص الحب من عدمها؛ ولأن استيعابي حينها لم يكن كما هو عليه الحال الآن؛ لم تستوقفني أنماط الشخصيات التي نحبها؛ ناهيك عن شخوصنا نحن! التي لو حاولنا النظر اليها عن قرب وبصدق؛ لوجدناها اشبه ما تكون بثياب مملؤة بالثقوب!

النهاية المفتوحة بمواربة لأحمد الذي لعب دوره الفنان خالد زكي وناهد؛ كانت مُرضية لحد بعيد للجمهور الذي أنا منه؛ لنتخيل زواجاً سعيداً بعد المصالحة؛ بعيداً عن المنطق! في ظل التغيير الكبير الذي طرأ على شخصية ناهد؛ وحقيقة مشاعرها التي لم تتعافى من الصدمة؛ ناهيك عن التغيير الاجتماعي والفقد الذي أحاط بها؛ كل ذلك كان كفيلاً بإن يوصد الباب تماماً في وجه فكرة الارتباط بينهما؛ فيما ظلت صورة ناهد الحالمة مجرد حلماً ساكناً في عقل احمد.

هذه الصورة لإستحالة الإرتباط نجدها واضحة في علاقة نجوى ومجدي؛ في مسلسل أبو العلا البشري؛ التي كانت أكثر تعقيداً رغم نمطية الثيمة المتعلقة بالفوارق الطبقية؛ بسبب غلاء المعيشة؛ إلا انها مجرد غطاء سطحي كشف عن كثير من العقد في شخصية كلاً من مجدي الذي قام بدوره ببراعة محمد العربي؛ وخلق عندي مساحة للتفكير في تعريفات كثيرة للحب؛ منها ما جاء على لسان السيد أبو العلا الفنان القدير محمود مرسي؛ وهو يصف شكل حبه للست نعمات؛

ورسّخ عندي في ذلك العمر مفهوم الحب العذري والرسائل الغرامية وما إلي ذلك؛ ولم يمنع قوافل علامات الإستفهام حول معنى الحب واشكاله وهل هو أولوية في الواقع؛ أم انه مجرد فعل درامي؟ و رغم البعد الزمني لعلاقة ابو العلا ونعمات ومجدي ونجوى؛ إلا أن كليهما لم تُكلل بالنجاح! و ظل البحث عن معنى استسهال الحب كما وصفه آبو العلا في علاقة نجوى ومجدي امراً محيراً لي؟!

كتبته

أميمة الفردان

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *