يا سارية خبريني!
لم يكن مجرد عابر في مسار الأغنية السعودية؛ بل هو درسٌ موسيقي يُجبرك على التوقف عنده لتستمع لنغماته الخارجة من عمق التراث الحجازي بكل خصوصيته والتراث العريق للموسيقى السعودية. وقف أمام السبورة وسأله المعلم لماذا تقف كالدرس؟ فتلتصق الكلمة بموسيقار من الطراز الرفيع، عمر كدرس الرجل البسيط الذي وُلد بمكة المكرمة ونشأ بمدينة الرسول؛ ولم يدُر في حسبانه أنه سيصبح رمزاً في تاريخ الأغنية السعودية.
كان الكدرس من الأصوات الشجيّة جداً؛ إلا أن حدسه أخبره أن الطريق الأسهل هو التلحين؛ لتفادي دخول منافسة مع صوت طلال مداح؛ والإكتفاء بمتعة المنافسة بين قطبي الاغنية السعودية في غناء ألحانه؛ إلا أن ذلك لم يمنع محبي الكدرس من الإستمتاع بأداءه لبعض الأغنيات منها “ليلة خميس” التي قام بتلحينها.
كان الكدرس قاب قوسين من الشهرة عربياً؛ بعد أن واتته فرصة تلحين قصيدة “أقبل الليل” لأم كلثوم؛ إلا أن السنباطي إستقبل كوكب الشرق بعد عودتها من جدة إلى القاهرة؛ ليضع اللحن بين يديها. ساهم بيع الكدرس لألحانه بدافع الحاجة في ضياع كثير منها وظل بعضها حاضراً بحضور من تغنى بها.
كتبته
أميمة الفردان