ساجع النغم
تفتح عشق محمد علي سندي للمقامات صغيراً؛ عندما كان يُصغي الى تراتيل أئمة الحرم المكي، و جالس كبار المؤذنين، وأخذ عنهم أصول فن المقام، دندن بعوده مع الأصدقاء؛ أغنيات على مقام الحجاز تزفها إيقاعات المجرور الطائفي.
كانت الدانة السندية عابقة بخشوعٍٍٍ مكيٍ عتيق؛ يرفع صوته الساجع بالنغم في مجالس أنسٍ شكّلت انطلاقته في الغناء؛ مع سرب مطربي ذلك الوقت، من أمثال حسن جاوة وسعيد با خشبة وحسن لبني. ميّزه إحتضانه للعود أثناء غناءه؛ بإعتباره من أفضل عازفيه، ولعبت إجادته للدانات وتعلمه الفلكلور الشعبي دوراً كبيراً في إنتشاره.
إلتحق بمصلحة الطيران المدني في جدة؛ بعد أن تأكد أن الفن لا يُطعم خبزاً! وهاج حنينه في أكثر من مرة؛ لـ “عروس الروض ذات الجناح”، الدانة التي قام بتركيبها على لحن تراثي؛ وساهمت في شهرته؛ ورغم الحنين لحمام الحرم؛ إلا أن العروس عمّدت السندي مطرباً متميزاً في إذاعة جدة مع فنانين آخرين منهم الملحن سراج.
صنفه النقاد “حافظاً للفن الحجازي”؛ ولم يقدم أغاني خاصة به؛ ولم يسجل أسطوانات تحفظ التراث الذي جدّده؛ قسوة غياب محمد علي سندي عن السلم الغنائي؛ جاءت على خلفية موقف ورثته من تاريخه الفني وسعيهم الى ردمه؛ ليموت مع صاحبه ويطويه النسيان.
كتبته
أميمة الفردان