الحب كما عرفته في الدراما ٢
حالياً أستطيع القول ان الحب مجرد فعل درامي؛ يجذب عدد مشاهدات كبير؛ لكن عندما كنت أشاهد دراما الثمانينات؛ لم يكن الأمر كذلك مع اختلاف الحدوته وأنماط الشخصيات لعشاق تلك الأيام، النهايات دوماً لم تكن سعيدة؛ إلا في حالات نادرة عبرت عن نفسها بإستحياء؛ لا اتذكرها ربما لأنها لم تطرح في عقلي تساؤلات أو ربما لسطحية المشاعر التي تم رسمها.. لا أعرف!
لكن الحب وأشياء أخرى كانت دراما؛ لن اجازف وأقول انها من عالم مختلف؛ هي فقط تشبه فكر صانعها أسامة أنور عكاشة؛ سامح وهند علاقة كانت تجسيداً لأهمية مبدأ التكافؤ؛ الذي كان استيعابي له فضفاضاً؛ لم يتجاوز الشكل الخارجي للعلاقات؛ وبعيداً عن فلسفة التكافؤ التي لا اعلم إن كان عكاشة قد صاغها في أحد الحوارات داخل المسلسل؛ وترسخت في لاوعيّ أم أنها نتاج تفكير عميق حول التكافؤ بين طرفين؛
في كل الأحوال؛ أتذكر جيداً خلاصة تقول “في الحب.. الحب غير مهم .. المهم هو ان يكونوا الطرفين “قد بعض”! فلسفة تلخص معنى حقيقي للتكافؤ؛ ان يكون لدى الطرفين نفس القدر من الرغبة في البقاء؛ وتقديم بعض التنازلات التي لن أطلق عليها الإيثار والتضحية! ؛ لإنني الآن على قناعة تامة ان كل العلاقات التي استمرت؛ تطلب الأمر منهم تقديم تنازلات من النوع؛ الذي يمكن من دونها العيش ولن تؤثر على مستقبل العلاقة؛ إلا إذا كان أحد الطرفين يغلب عليه الشعور بالنقص وعدم الكفاءة؛
وهو ما كان يعاني منه سامح بالإضافة لأنانية مفرطة أفقدته الحب؛ وأفقدته رجولته أمام المرأة التي أحبها؛ وهو ما جعل عقلي أسير فكرتين؛ الأولى هي الصورة النمطية للرجل التي تعزز مفاهيم القوة والحماية؛ والثانية صورة باهتة لرجل لم أكن على يقين بوجوده؛ الرجل الآخر الذي يعي أن مقياس طموح المرأة والرجل واحد؛ وأن الإختلاف يكمن في ترتيب الأولويات؛ وأن العلاقة بين المرأة والرجل ليست علاقة سيادية.
عقد سامح كان يقابها شيء من الفوقية والتعالي من هند دون قصد؛ وهو الأمر الذي فطنت له عندما كبرت قليلاً؛ أحياناً نتصرف أمام من هم دوننا بتواضع مبالغ فيه؛ ما يجعل منّا اشخاص متكبرين؛ ويترك أثراً نفسياً في الآخرين لا ندركه في وقتها؛ العطاء الزائد عن الحد حتى لو لم يكن مادياً مثل التعاطف الشديد؛ الحرص المبالغ فيه على عدم الإيذاء؛ كل هذه التصرفات تتراكم لتتحول مشاعر الحب إلى قنبلة موقوتة تنفجر في وجه من نحب غالباً.
كتبته
أميمة الفردان
One Comment
Pat
Hey very interesting blog!