اعلام
نوستالجيا

المقاهي الرمضانية

نسج الأجداد قصة عشق مع المقهى، في ليالي الصيف الرمضانية، تُطرّيها أحاديث سمرهم التي يفصلها صوت ضحكاتهم، وقرقعة فناجين الشاي وتعميرة الجراك.

ولأن الأيام دول تعود تلك الليالي، بنغم مختلف كشف كثيراً من عوراتنا الفكرية، وحالات فصامنا في المقاهي الرمضانية التي تسيطر على جزء من نسيج الحياة الإجتماعية؛ بإختلاف معايير المفاضلة بين المقاهي، التي يلعب المزاج دوراً في اختيارها؛ وترجحها كفة الأصدقاء.

إلا أن ذلك لم يمنع حضور المقاهي الشعبية، طالما أنها تحقق ما وصفه خالد ربيع بـ “النفع المعرفي وهي نقطة الحسم في إختيار المقهى إلا أن بعض المقاهي بالرغم من بساطتها؛ لا يختلف عليها احد لأنها تجمع شتات مختلف الأطياف الفكرية مثل مقهى النخيل.

المقاهى وصفها الأديب محمد حسن عواد بالجامعة الشعبية؛ لأنها تجعل من الشخص مؤهلاً للاندماج في تراب المكان؛ نظرية ان امتلاك مقهى يتيح هامش ممارسة أكبر للحرية، رسّخت لتجارة الحقيبة الثقافية، عبر المقهى في نسخته الجديدة؛ لتحريك المياه الفكرية الراكدة. 

ارتبط الشباب بالمقاهي عوضاً عن إغلاق النوادي الأدبية أبوابها ، عمل على إعادة دور النقد الأدبي للمقهى لأعمال الشباب الباحثين عن نقد بنّاء يحفظ لهم شرف المحاولة الأولى؛ ويقربهم من القاريء العادي كما اوضحت الروائية نسرين غندورة.

ويأتي تذوق جمهور المقاهي للأعمال الأدبية، أخف وطأة من النّقاد، و ينعكس بشكل إيجابي في “صقل الموهبة ليكون أكثر ملامسة لواقع تضيف إليه تجربة المقهى ملمحاً من الترفيه البنّاء لطاقات لشباب، تحتلف عن نخبوية الصالونات الأدبية النقدية، ويظل البحث عن هوية أدبية هاجس، يدفع الكثيرين نحو مواقع التواصل الإجتماعي؛ التي هي أشبه بمقاهي إفتراضية، تُشعرهم بأنهم “أقل خجلاً وتحفظاً في التعبير عن افكارهم وأبعد عن عين الرقيب.

كتبته

أميمة الفردان

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *