ثنائيات ٢
عصر الرومانسية جملة تصف الإنتاج السينمائي لعقد السبعينات؛ برزت خلاله ثنائيات؛ شكّلت ذاكرة رومانسية؛ اخذتني إلى مدن الحب؛ رغم ترسيخها لوجع النهايات؛ لكن يظل لتلك المرحلة وهج جعل من بعض الأفلام ايقونات سينمائية؛ منها حافية على جسر الذهب؛ وحبيبي دائماً، وبريق عينيها؛ واذكريني.
استند بناء الثنائيات في عقلي؛ على عاطفة مراهقة عنوانها الدائم البحث عن نهاية سعيدة؛ تحملها قصة خفيفة الظل؛ مثل أجمل أيام حياتي وأنقذوا هذه العائلة، والكل عاوز يحب والحفيد وازواج طائشون التي تكررت فيها تلك الثنائيات.
حسين فهمي ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز؛ لعبوا دوراً محورياً في رسم ملامح فتى احلامي؛ البعيدة عن الواقع! لكنها رسّخت صورة مثالية للعاشق في الحب؛ والعقبات التي تمنعه! مثل ثيمة الغنى والفقر التي تتقاطع مع رغبات النافذين؛
وارتبط عندي الحب بالشكل الخارجي؛ من خلال جميلات السينما نجلاء فتحي ومديحة كامل وبوسي ونورا ومرڤت امين؛ فهماً لم اخرج من شرنقته؛ إلا بعد تجارب اوصلتني لقناعة الإختلاف في تذوق الجمال؛ الذي أبدعه الله في تنوع مبهر وبدرجات لونية متباينة؛ بعيداً عن التصور الذي خلقته السينما وقدّسته مجتمعاتنا العربية.
في خضم كل المثالية الرومانسية؛ علق في عقلي ثنائي مكون من فؤاد المهندس والقديرة بإمتياز سناء جميل في مسلسل عيون ثم ازواج لكن غرباء واللعبة المجنونة؛ هذا الثنائي فتح لي باب اسمه الثقافة وجعلني ابحث عن مفرداتها على مدى عمري منذ ذلك الوقت؛ بكل اشكالها التي كانت واضحة في الأداء الأنيق لهذا الثنائي الأكثر تميزاً في ذاكرتي.
في منتصف الثمانينات حتى أواخر التسعينات؛ لفتني ثنائيات اعتبرتها الأجمل في الدراما السورية؛ بعضها اختفي من الخارطة مؤخراً؛ مثل سمر سامي وبسّام كوسا في أحلام كبيرة وأيام الخوف؛ وعباس النوري وكاريس بشّارفي ليس سراباً وتعب المشوار؛ بكم التناغم بينها والغرق في تفاصيل الشخصيات، جعلتني أعيشها وكأنني هي فعلاً.
ثنائي الحب والمشوار الصعب في الخليج؛ حسين عبد الرضا وسعاد عبد الله تركا اثراً لثنائية كويتية كوميدية برُقيّ لم يتكرر حتى الآن؛ وموهبة جمعت الغناء بالتمثيل وقدمت اعمالاً؛ لازال صداها يتكرر في وجداني؛ اوبريتات بساط الفقر وشهر العسل؛ ودرس خصوصي واخرى شكلت جزءاً من تكويني الفني.
آلو حياتي، عازف الليل؛ وغيرها جعلت من هند ابي اللمع وعبد المجيد مجذوب الثنائي الأكثر جاذبية عندي؛ الّذين أدخلاني لعالم الدراما اللبنانية؛ التي احنّ إليها كثيراً؛ لأنها كانت الأكثر تميزاً واختلافاً في الشكل والمضمون عن الدراما المصرية لأسباب كثيرة ربما كانت الفصحى احداها؛
فيما شكّل الثنائي سميرة البارودي وإحسان صادق ذائقتي الفنية؛ من خلال ورد وشوك ومسرح النجوم التي جمعت الزوجين؛ بعيداً عن ادائهما التمثيلي الذي لم احظَ بمشاهدة أي مسلسل درامي لهما؛ سوى ما اخبرتني عنه ماما؛ لأنها من الجيل الذي تأثر بهما بشدة.
كتبته
أميمة الفردان